logo Ministry of Foreign Affairs
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
سفارة الجزائر بأوسلو

اليوم العالمي للغة العربية

في 18 ديسمبر من  كل عام ، يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي للغة العربية تكريمًا للغة الثقافية الغنية التي يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص يوميًا. وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية كونه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت رئاسة الجزائر في عام 1973 ، قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.

وقد إختارت الأمم المتحدة و منظمة اليونسكو الإحتفاء في هذا اليوم بمساهمة اللغة العربية في الحضارة و الثقافة الإنسانية، إذ تعدّ اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وقد أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء.

وتتيح اللغة العربية للمتمكنين منها الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره،  إذ يزخر تاريخها بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، فقد كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.

بالنسبة للجزائر كانت اللغة العربية الملاذ الأساسي الذي إلتف حوله الشعب الجزائري للحفاظ على هويته الثقافية التي تعرضت لحرب ممنهجة خلال سنوات الإستعمار الفرنسي،  الذي حاول بكل الطرق اجتثات هذه اللغة من كافة مجالات الحياة، و قد اهتمت الجزائر المستقلة  بتدريس اللغة العربية و إدخالها في جميع أطوار التعليم و تشجيع إستعمالها الواسع إلى جانب الدعم الواسع لنشاطات الترجمة و النشر.

وقد تعزز هذا النشاط بإنشاء المجلس الأعلى للّغة العربيّة كهيأة استشاريّة لدى رئيس الجمهوريّة؛ يعمل على تقديم أفكار بخصوص اللّغة العربيّة في مقامها الحاضر، ومآلاتها المستقبليّة، بما نصّ عليه الدّستور من "العمل على ازدهار اللّغة العربيّة وتعميم استعمالها في العلوم والتّكنولوجيّة والتّرجمة"، فإلى جانب النشاطات التي ينظمها طوال السنة من منشورات، ملتقيات و محاضرات حول كافة المواضيع ذات الصلة بترقية اللغة العربية و إبراز مكانتها، يحتفي المجلس باليوم العالمي للغة العربية من خلال تنظيم نشاطات خاصة على رأسها جائزة المجلس الأعلى للغة العربية للأدب العربي تحت رعاية السيّد رئيس الجمهورية إلى جانب جائزة وطنية لفن التخطيط  الذي يحتفي بالخط العربي.

و يجمع المتخصصون على أن من أكبر التحديات الي تعيشها اللّغة العربيّة اليوم هو الصراع بين المسايرة والمعاصرة، فبالرغم من أنها تتمتع بصفة لغة رسمية في حوالي 25 دولة. فإن المحتوى المتاح على شبكة الإنترنت باللغة العربية لا يتجاوز نسبة 3%، مما يحدّ من إمكانية انتفاع ملايين الأشخاص به ولهذا دأب المتمرسون في اللغة العربية من أساتذة وباحثين، وطلبة ومُريدين، أنْ يَرْبَؤوا بها عن التّخلّف الرّقميّ، والتّقوقع الحضاريّ، و يبوؤوها المكانة التي تليق بها في عالم الميديا الجديد من وسائط تواصلية ووسائل تعليمية ابداعية جديدة.

 و هذا الموضوع سيكون في صلب إحتفالية اليونسكو بهذا اليوم في 18 ديسمبر 2024، إذ تنظم على مستوى مقرها بباريس ملتقا دوليا حول مستقبل اللغة العربية في ظل الذكاء الإصطناعي، يجمع صفوة العلماء والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي ورواد الثقافة بغرض استكشاف سُبل سد هذه الفجوة الرقمية في المحتوى باللغة العربية عن طريق الذكاء الاصطناعي، وتعزيز حضور اللغة العربية على شبكة الإنترنت، ودعم الابتكار وتشجيع الحفاظ على التراث.

جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج - 2024